الاثنين، 1 أبريل 2013


المدونة الاولى

المرحلة  القديمة والدينية :
منذ نشأت الحضارات الفينيقية والفرعونية والسّامية والآرامية والرومانية والإغريقية والآشورية
 ظهرت معها بدايات الاهتمام بالوسائل التعليمية كأداوات للاتصال فعلى سبيل المثال:
 نجد أن نقش ( حمورابي ) المنقوش على مسلّةٍ تصور الآلهة وهي تعطيه مقاليد الحكم صورة أولية للوسائل التعليمية
وقد كان حملت الرسالات السماوية الكبرى إشارات على استخدام الوسائل التعليمية إما على يد الرسول أو في كتابة كلمات الله والوصايا المقدسة أو في تربية الأتباع ، فمن ذلك
قوله تعالى إخبارا عن موسى عليه السلام: ( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين ) الأعراف 145 ، إذ تعد الألواح من الوسائل التعليمية . وفي رسالة عيسى عليه السلام ما يدل على أنه كان يهتم بضرب الأمثال للناس ليعلمهم المواعظ وقد كان يعرف بين حوارييه بالمعلّم ، وقد قص علينا القرآن الكريم قصة المائدة التي طلبها الحواريون منه كعلامة على تثبيت صدقهم به ، قال تعالى : (إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين ...) المائدة 112 – 115
وقد حمل الرهبان عن المسيح المعلّم وسائله في التدريس حيث كانوا يعتمدون على إلقاء دروسهم على الطلاب في بيئات حية ويستخدمون الوسائل التي تساعد على تحويل التعلم إلى اكتشاف ، ومنهم الراهب "كونتيان" الذي استخدم طريقة التعلم باللعب وكان يقوم بنحت العظام على شكل حروف ويعطيها للأطفال ليعلبوا بها ويتعلموا الهجاء .
وفي الإسلام وهو الرسالة الخاتمة كان استخدام طرق التعليم المختلفة وما يتبعها من وسائل تعليمية ذاخرا بتنوع ثري يجعل للمعرفة منهجية قوية تعتمد على الوسيلة كما تعتمد على المحتوى العلمي لترسيخ المفاهيم ، فمن ذلك مثلا استخدام أسلوب المحاكاة والتقليد في نحو قوله عليه الصلاة والسلام :" صلوا كما رأيتموني أصلي " ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ. ، وقوله " خذوا عني منساككم " رواه أحمد ومسلم والنسائي ، أو ضرب الأمثلة ، نحو قوله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون . ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) إبراهيم 24-26
وفي الحديث : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من الشجر شجرة لايسقط ورقها ، وإنها مثل المسلم ، فحدِّثوني ماهي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي . قال عبد الله : ووقع في نفسي أنها النخلة ، فاستحييت ، ثم قالوا : حدثنا ماهي يا رسول الله .قال : هي النخلة . " الفتح ، كتاب العلم : 4/61
أو باستخدام الرسوم التوضيحية والخرائط الرسومية : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال: (هذا سبيل الله ) ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ، وقرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله) الأنعام: 153 رواه أحمد والنسائي


وروى البخارى فى صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : خطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مربعا ، وخطَّ خطا خارجا منه ، وخط خطوطا مغايرة إلى هذا الذى فى الوسط من جانبه الذى فى الوسط ، فقال : "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به ، وهذا الذى خارج (أى عن الخط) أمله ، وهذه الخطوط الصغار الأعراض (هى الحوادث والنوائب المفاجئة) ، فإن أخطأ هذا نهشه هذا ، وإن أخطا هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه كلها أصابه الهرم!!   
وهذا كله جاء ترجمة لآفاق الرسالة الخاتمة القائمة على العلم والمعرفة في لبابها ، قال تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان مالم يعلم ) العلق 1-5)


هناك تعليق واحد: